للمكسرات دور في إطالة العمر كيف ذلك؟؟
تشير دراسةٌ جديدة إلى أنَّ تناولَ المكسَّرات، بما في ذلك الفولُ السوداني peanut وزبدة الفول السوداني، قد يساعد على العيش لعمرٍ أطول. تفحَّص باحثون الأنظمةَ الغذائية لأكثر من 200000 شخص في كلٍّ من الولايات المتَّحدة والصين، فوجدوا ارتباطاً بين استهلاك المكسَّرات nuts وقلَّة خطر الوفاة المبكِّرة بسبب مرض القلب وغيره من الأسباب الأخرى.
قالت إحدى الباحثات في هذه الدراسة، الدكتورة شياو أويحيي شو، المديرةُ المساعدة للصحَّة وأستاذة الطب في جامعة فاندربيلت في ناشفيل بولاية تنيسي: تدعم النتائجُ أدلَّةً سابقة على الفوائد الصحِّية للمكسَّرات على مستوى القلب. ولكن، استناداً إلى ما قالت شو، اعتمدت النتائجُ “على دراسةٍ وصفيَّة قائمة على الملاحظَة”؛ لذلك، لا يستطيع الباحثون إثباتَ وجود سببٍ وتأثير على وجه اليقين. “ومع ذلك، فإنَّ مجملَ الأدلَّة المستقاة من أبحاث التغذية والصحَّة تشير إلى أنَّ تناولَ الجوز والفول السوداني يمكن أن يعدَّ من خيارات نمط الحياة الصحِّي”.
سأل فريقُ شو الرجالَ والنساء عن كمِّية المكسَّرات التي يتناولونها، بما في ذلك الفولُ السوداني وزبدة الفول السوداني. وقالت شو إنَّ الفولَ السوداني غالباً ما يكون أقلَّ تكلفةً من غيره من المكسَّرات، وكانت هذه سِمةً مهمَّة لدى الكثير من الرجال والنساء من ذوي الدَّخل المنخفض الذين خضعوا للدراسة. لوحظ أنَّ المجموعةَ، التي كانت هي الأكثر تناولاً للمكسَّرات والفول السوداني وزبدة الفول السوداني، أظهرت نقصاً في معدَّل الوفاة المبكِّرة – بسبب مرض القلب أو أسباب أخرى – بنحو 20 في المائة، بالمقارنة مع المجموعة التي كانت هي الأقلّ تناولاً لها. “بما أنَّ الفولَ السوداني (الذي لا ينمو على الأشجار) هو أقلّ تكلفةً بكثيرٍ من المكسَّرات الشجريَّة (التي تنمو على الأشجار)، فضلاً عن توفُّره على نطاق واسع أكثر للناس من جميع الأجناس وجميع الخلفيَّات الاجتماعية والاقتصادية، لذلك تشير نتائجُ دراستنا إلى أنَّ زيادةَ استهلاك الفول السوداني قد تُوفِّر طريقةً فعَّالة من حيث التكلفةُ لتحسين صحَّة القلب والأوعية الدموية”.
لكن، ما هو مقدارُ الفول السوداني الذي ينبغي للمرء أن يأكلَه، بالضبط؟ قالت شو: كانت المجموعةُ الأمريكية الواقعة في أعلى عشرين في المائة من قائمة مستهلكي الفول السوداني تتناول أكثرَ من 18 غراماً يومياً منه، أيّ نحو ملعقتَي طعام من الفول السوداني المقشور.
تَتَبَّع الباحثون الرجالَ والنساء لفتراتٍ زمنية مختلفة، تتراوح بين 5.4 سنوات إلى أكثر من 12 سنة وسطياً؛ حيث درسوا تأثيرَ تناول المكسَّرات في الوفاة من السرطان ومرض السكَّري، ولكن لم يلاحظوا هذا التأثير.
وأضافت شو “أنَّ هناك تأثيراً لزبدة الفول السوداني، وكذلك للفول السوداني والمكسَّرات الأخرى. ولكن، لم يكن لدى الباحثين هذه الدراسة معلوماتٌ عمَّا إذا كانت المكسَّراتُ مُمَلَّحة أم لا. ومع ذلك، يجب أن ينتبهَ الناسُ إلى المخاطر الصحِّية المرتبطة بتناول مدخول عالٍ من الملح عندَ اختيار المكسَّرات”.
ما الذي يَقِف وراءَ هذه المنفعة؟: “المكسَّراتُ غنيَّةٌ بالعناصر المغذِّية، مثل الأحماض الدهنية غير المشبَعة والألياف والفيتامينات ومضادات الأكسدَّة الفينوليَّة phenolic antioxidants والأرجينين arginine والمواد الكيميائيَّة النباتية phytochemicals الأخرى”. ومن المعروف أنَّ جميعَ ما سبق من مكوِّنات تفيد في صحَّة القلب، عن طريق الحدِّ من الالتهاب.
وترى سونيا أنجيلون، وهو اختصاصيَّةُ تغذية في منطقة خليج سان فرانسيسكو وناطقة باسم أكاديمية التَّغذية وعلم التغذية. أنَّ البحثَ الجديد “يدعم التوصيةَ بجعل المكسَّرات جزءاً من خطَّة غذائية صحِّية، وبتناولها كلَّ يوم؛ ولكن على ألاَّ تكونَ من قِطَع الحلوى والمكسَّرات التي يغطِّيها السكَّر أو في الصلصات الغنيَّة بالفول السوداني مع الأطعمة المقليَّة؛ فتناولُ الطعام بهذه الطريقة ربما يلغي تلك المنافع”.
هيلث داي نيوز، كاثلين دوهني، الأربعاء 2 آذار/مارس 2015