ما هي الطريقة السليمة لتربية طفلك الوحيد؟
يتحمل الآباء والأمهات مسؤولية كبيرة في تربية الأبناء، حتى يصبحوا أفرادًا نافعين لذاتهم ولمجتمعهم. فنرى حولنا الكثير من الأمهات اللائي أنجبن طفلًا واحدًا إما باختيارهن بعد الاتفاق مع الأب على هذا القرار، حتى يتمكنا من تربيته بصورة سليمة ويكفلا له مستقبلًا مطمئنًا، أو نتيجة لوجود مرض لدى الأم أو الأب يمنع من الإنجاب مرة أخرى.
فهل هناك قواعد يجب اتباعها عند تربية الطفل الوحيد أم أن طريقة التربية هي نفسها التي تسري على تربية أكثر من طفل في الأسرة الواحدة؟ هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.
تختلف الحالة النفسية والمزاجية والاحتياجات المادية والمعنوية للطفل الوحيد عن الطفل الذي ينشأ بين إخوة وأخوات، ولعل هذا ما يفرض على الوالدين ضرورة اتباع طرق خاصة في التربية بعيدة عن التدليل الشديد والمبالغة في الاهتمام، كي يتمكنا من بناء الشخصية السليمة والإيجابية للطفل، وفيما يلي بعض القواعد التي عليكِ الالتزام بها عند تربية الطفل الوحيد.
1. عدم الإفراط في تدليله:
في أغلب الحالات، يحصل الطفل الوحيد على رعاية زائدة من والديه، ما يجعله يتصرف كأن الكون كله مُسخر لخدمته ورعايته فيصبح عنيدًا وأنانيًّا بشدة، لذا يجب على الوالدين الوعي بالحدود التي لا يجب تجاوزها عند تربية طفلهم الوحيد بتدريبه على تقبل فكرة عدم الحصول على جميع الأشياء التي يرغبها وحتى يشعر بقيمة الأشياء.
ويجب على الوالدين أيضًا التوازن في تربية الطفل دون إفراط أو تفريط فالتربية الصالحة لا تكن بفرض الأوامر والقوانين على الطفل، بل إنه يكتسبها مما حوله ومن تصرفات والديه ثم من تصرفات الأشخاص المحييطين به.
2. منحه بعض الحرية:
يُصاب آباء الطفل الوحيد بالخوف من فقدانه لذا يحيطانه بالرعاية الشديدة والحماية الزائدة، وقد يصل ذلك الخوف إلى منع الطفل من الكثير من الأشياء وتقييد حريته. وتكون النصيحة الموجهة للوالدين في هذه الحالة هي ضرورة إعطاء الحرية للطفل في الانفتاح على العالم واتخاذ بعض القرارات بنفسه، واختيار بعض الأشياء التي تخصه مثل اختيار الملابس واختيار الأصدقاء والهوايات التي يفضلها مع توجيهه وتقديم النصيحة له إذا لزم الأمر.
3. السماح له بالانخراط مع الآخرين:
منح الطفل الفرصة للاختلاط مع أقرانه دون وجود الأم أو الأب، من خلال المشاركة في الأنشطة والرياضات الجماعية أو السفر مع الزملاء إلى أحد المعسكرات التعليمية لاكتساب صفات حميدة مثل الشجاعة والإثار وتعلم الدفاع عن النفس. ويجب تشجيعه أيضًا على تكوين صداقات جديدة عن طريق مصادقة أسر هؤلاء الأصدقاء وتبادل الزيارات معهم، حتى يقلدك دون الحاجة إلى دفعه بصورة مباشرة إلى مصادقة الآخرين دون رغبته.
4. استيعاب احتياجاته النفسية:
تتركز هذه الفكرة حول ضرورة استيعاب الوالدين للاحتياجات النفسية للطفل في العيش داخل بيئة اجتماعية متشاركة، وعلى الوالدين تهيئة الطفل لتقبل فكرة عدم وجود إخوة له وتعويضه عن هذا الأمر بالتواجد معه فترات طويلة ومناقشته في كثير من القرارات الأسرية، وإبقاء الطفل مشغولًا بتعلم مهارات وأنشطة جديدة بحيث لا يشعر بالوحدة.
5. تعريفه بقيمة الترابط العائلي:
الحرص على ربط الطفل بأقاربه وعائلته من خلال حضور جميع المناسبات والتجمعات العائلية، للتعرف على أقاربه والتودد إلي أطفالهم المقاربين لعمره، فهؤلاء الأطفال من أبناء الخالة أو العم هم أخوته وسنده فيما بعد. وفي حالة إعراض الطفل عن هذا الاختلاط، فهذا يعني زيادة ارتباط وتشبث الطفل بأمه ووالده فقط ما يجعل الطفل منطويًا ويؤخر في تطوير سلوكياته ومهاراته خاصة الاجتماعية منها.