هل من الممكن تجنب الشيخوخة والاستمتاع بشباب دائم؟
وجد باحثون أن فقدان كتلة العضلات واللياقة في سن الشيخوخة قابل للانعكاس عن طريق تزويد الجسم بجزيء رئيسي يحتاجه لإعادة بناء الأوعية الدموية.
وأظهر البحث الجديد أن من السهل “عكس” عملية شخوخة الشرايين والشعيرات الدموية التي تنقل الأوكسيجين والمواد الغذائية في جميع أنحاء الجسم، لدى الفئران المسنة، من خلال تحفيز عنصر رئيسي يساعد على الحفاظ على البطانة الداخلية للأوعية الدموية وإعادة بنائها، وقد أدى ذلك إلى شبكة جديد في الشعيرات الدموية، ما أحدث تحسنا في قدرتها على التحمل بنسبة 80%.
ويشير الباحثون من جامعات أسترالية وأمريكية، من بينها معهد هارفارد وماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذين أجروا الدراسة، إلى أن العلاج لاستعادة اللياقة البدنية ومكافحة الهشاشة في سن الشيخوخة سيكون بمثابة خطوة رئيسة نحو العيش حياة أطول وأكثر صحة، لأن ذلك يعني أن كبار السن يمكنهم البقاء نشطين ومستقلين، والتقليل من خطر وصولهم إلى المستشفى.
وقام الفريق بحذف بروتين “1 sirtuin” (من المكونات الرئيسة للبطانة الداخلية للأوعية الدموية في الثدييات) من الشيفرة الوراثية للفئران المسنة، وبعد رؤية تأثير هذا البروتين، قرر الباحثون معرفة ما إذا كان لتعزيز مستوياته تأثير إيجابي على الفئران المسنة التي لديها شبكة أقل بكثير من الشعيرات الدموية الحاملة للدم، ونحو نصف اللياقة البدنية، بالمقارنة مع الفئران التي ما تزال قادرة على إنتاجها.
كما أنشأ فريق البحث إنزيم “NAD” الذي ينشط عمل “sirtuin” وأعطي للفئران البالغة من العمر 18 شهرا، وهي مرحلة “الشيخوخة” لدى القوارض، وتعادل عمر الخمسين في البشر، لمدة شهرين، وقد لاحظوا أن شبكتهم من الشعيرات الدموية قد عادت إلى مستويات مشابهة لدى تلك التي تملكها الفئران الصغيرة.
وتقول نتائج الدراسة إن المواد الكيميائية في إنزيم NAD قادرة على مواجهة هذا الانخفاض في كتلة العضلات واللياقة البدنية، ما يسمح بإعادة بناء الأوعية الدموية ويعزز القدرة على التحمل، وهذا ما يمهد الطريق أمام علاجات مماثلة في البشر لمكافحة أمراض الشيخوخة.
المصدر: إنديبندنت