هل من مخاطر على المرأة من التلقيح الصناعي؟
التلقيح الصناعي هو البديل عن التلقيح الطبيعي في حال وجود مشكلة عند أحد الزوجين لعلاج العقم.
ولكن كما هي الحال في العديد من الإنجازات الطبية لا يخلو الأمر من وجود بعض الآثار الجانبية التي يجب أن تعرفها أنت وزوجتك قبل اتخاذ القرار.
فمعرفة تبعات التلقيح الصناعي أفضل طريقة لإعدادك من الناحية النفسية وإعداد زوجتك من الناحية العضوية والنفسية على تحمل أي أعراض سلبية قد تنتج عن التلقيح الصناعي.
وتحدث عملية التلقيح الصناعي بعد دمج بويضات المرأة مع الحيوانات المنوية للرجل في طبق زجاجي صغير داخل مختبر؛ ليتم بعد ذلك زرع البويضات أو الأجنة المخصبة وإعادتها مرة أخرى إلى الرحم، حيث تثبت في بطانة الرحم لتنمو في بطانة الرحم على ثلاث مراحل، وهي:
1- الفحوصات الأولية: لا تتم عملية التلقيح الصناعي بشكل عشوائي؛ فهناك مجموعة من الفحوصات الطبية التي يخضع لها الزوجان، مثل التأكد من حالة الحيوانات المنوية للرجل وصحة البويضات بالنسبة للمرأة؛ وذلك من أجل التأكد من وجود موانع حقيقة لإتمام عملية التلقيح الطبيعي، مثل: الالتهابات بداخل الرحم، وقلة وجود البويضات أو ضعف الحيوانات المنوية، وغيرها من الأسباب الأخرى.
2- مرحلة المنشطات: وهي مرحلة يتم فيها منح الزوجين العقاقير الطبية التي تحتوي على مواد منشطة للحيوانات المنوية بالنسبة للرجل ولزيادة عدد البويضات بالنسبة للمرأة.
3- التلقيح: باعتباره خطوة أخيرة يضع الرجل والمرأة الفحوصات الطبية للوقف على مدى الفاعلية التي أضافتها الأدوية والمنشطات بالنسبة للحيوانات المنوية وعدد البويضات، وإذا لاحظ الطبيب وجود تحسن يقوم الطبيب بفصل الحيوانات المنوية القوية والنشطة عن قريناتها الأضعف أو الميتة؛ ليتم غسلها داخل جهاز خاص يسمى الفصل المركزي، ليتم إدخالها داخل رحم الزوجة عن طريق القسطرة؛ لتحدث بعد ذلك عملية التخصيب داخلياً.
وبعد الانتهاء من عملية التخصيب الصناعي قد تعاني الزوجة من عدة أعراض جانبية بسبب الأدوية المنشطة التي تم تناولها في الفترة قبل إتمام عملية التلقيح، ومن أهم تلك الأعراض:
1- الغثيان والقيء والتقلبات المزاجية الحادة.
2- استخدام القسطرة والأدوية الطبية في أثناء حقن الحيوانات المنوية والبويضات النشطة داخل رحم المرأة قد يؤدي إلى بعض الكدمات الداخلية والخارجية في منطقة المهبل.
3- الحساسية والطفح الجلدي والحكة في المناطق التي تم فيها حقن الأدوية المنشطة والعقاقير الأخرى.
4- الإرهاق العام والتعب.
5- تغييرات الثدي المتمثلة في زيادة الحجم والشعور بالألم عند أي احتكاك أو لمسة بسيطة لمنطقة الصدر خاصةً عند منطقة الحلمات.
6- الصداع الناتج عن التغييرات الهرمونية وارتفاع نسبتها.
– هل العقاقير والأدوية المنشطة للتبويض خطرة على المرأة؟
في الحقيقة أن الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض خطر يظل قائماً باعتباره رد فعل لأدوية الخصوبة التي يتم تناولها قبل عملية التلقيح الصناعي.
وتكمن خطورة تلك المتلازمة التي تؤدي إلى زيادة حجم المبيضين وتسرب السوائل في البطن في أنها قد تؤدي إلى الوفاة إذا كانت في مراحلها القوية أو المتوسطة.
وفي حالات نادرة تصاب 1% من النساء بمضاعفات خطيرة بسبب متلازمة فرط تحفيز المبيض مثل الفشل الكلوي والجلطات الدموية.
لذلك فظهور أي أعراض أو الشعور بأى ألم وأوجاع، مثل ضيق التنفس أو الشعور بالغثيان وانخفاض عدد مرات التبول، بالإضافة إلى آلام أو تورم المعدة بعد عملية التلقيح الصناعي؛ أمر تجب معه استشارة الطبيب في الحال، حتى لا تتفاقم الأمور نحو الأسوأ، وتدخل حياة الأم والجنين في خطر.
– هل زرع الحيوانات المنوية والبويضات المخصبة داخل جدار الرحم له أعراض جانبية؟
في الحقيقة أن إدخال الأجنة المخصبة وإعادة زرعها أو انتزاعها مرة أخرى من بطانة رحم المرأة عن طريق استخدام إبرة طويلة ودقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية في المبيض من خلال المهبل قد يؤدي إلى الشعور بألم خفيف أو معتدل في منطقة البطن أو الحوض في أثناء أو بعد العملية، وعادة ما تختفي تلك الأوجاع في غضون يوم أو يومين على الأكثر.
ولكن هذا الإجراء الجراحي قد ينتج عنه وفي حالات نادرة إصابة الأعضاء والأنسجة الرقيقة والحساسة للأمعاء أو المثانة؛ بسبب تحريك الإبرة الرفيعة بداخل جسد المرأة وقد يصاب الحوض أيضاً بالعدوى.
وبفضل المضادات الحيوية التي تمنح للمرأة بعد عملية التلقيح تقل نسبة المخاطر كثيراً، وتتناقص نسبة الشعور بالألم، ولكن هذا لا يعني أنه في بعض الأحيان قد تتجه الأمور نحو كوارث قد تؤدي إلى استئصال الرحم أو المبيض.
– احتمالية الحمل بالتوائم
خلال التلقيح الاصطناعي يتم نقل الأجنة بأكبر عدد ممكن داخل رحم المرأة لزيادة احتمال الحمل؛ وهذا ما قد يؤدي إلى زيادة فرص وجود التوائم.
ولكن قد يؤدي الحمل في توأمين أو أكثر إلى زيادة احتمالية الإجهاض أو الولادة المبكرة، بالإضافة إلى معاناة الأم والأجنة من العديد من المخاطر الصحية، مثل: سكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم، والنزيف، بالإضافة إلى فقر الدم.
ومن أجل تجنب أي مشكلات يقوم الأطباء عادةً بنقل الحد الأدنى من الأجنة اللازمة؛ لضمان أعلى احتمال للحمل، والتقليل من خطر الحمل بتوأمين أو أكثر، وفي بعض الحالات يتم نقل جنين واحد فقط، ويتم تجميد الأجنة المتبقية؛ بحيث يمكن استخدامها في وقت لاحق عند الرغبة.
– الحمل خارج الرحم والتلقيح الصناعي
عندما ينمو الجنين خارج الرحم، وتحديداً في قناة فالوب، فإن هذا الأمر يُعرف باسم الحمل خارج الرحم، ويا للأسف يزيد التلقيح الصناعي من خطر حدوث حمل خارج الرحم، وفي هذه الحالة لا يمكن إنقاذ الطفل، ولعل الاهتمام الطبي الفوري بالأم أمر في غاية الأهمية؛ لأن الحمل خارج الرحم قد يؤدي إلى تمزق قناتي فالوب.